نفحات رمضانيه

نفحات رمضانية

ما أحوجنا في رمضان إلى خطوات عملية، تقربنا إلى الله تعالى، ويشعر المسلم بعد رمضان أنه فعل شيئًا واستفاد شيئًا، وتحصل على حسنات كثيرة، تنفعه " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" فالكلام كثير، ولكن هيا بنا إلى خطوات عملية.. نتقرب بها إلى الله رب العالمين…

اولا القران الكريم

رمضان شهر القرآن؛ فقد أنزل الله فيه القرآن الكريم، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.

والقرآن الكريم هو نور المبين، وحبله المتين، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه، هدى إلى صراط مستقيم.

فيه نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل، وهو كلام الله تعالى، وما تقرب الإنسان إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه، فهل لك أخي المسلم وأختي المسلمة أن نعيش مع كلام الله القرآن الكريم في رمضان، نتلو آياته، ونتدبر معانيه، ونعمل بما فيه.

وقد اخترنا سورة الإسراء نحفظها في شهر رمضان الكريم، لما تشتمل عليه من المعاني العظيمة، والقواعد الجليلة، ولعل هذه بداية حتى نكمل الرحلة مع كتاب الله تعالى. فيها بنا نحفظ سورة الإسراء.

ثانيا الحديث

الحديث الشريف

السنة النبوية هي الترجمة العملية لحياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وقد أمرنا أن نقتدي به صلى الله عليه وسلم في حياته.

والحديث الشريف هو نبراس الرسول صلى الله عليه وسلم لا للمسلمين وحدهم، بل للناس جميعًا، وإن كان المسلم في حاجة إلى حفظ بعض سور القرآن الكريم،فهو في حاجة إلى استظهار بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

وإن كان الناس تتغنى بكل قدوتهم أو من يحبونه، فنحن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حاجة إلى أن نتغنى بكلامه، وأن نجعله دستورًا لنا مع القرآن الكريم، كما جاء في الحديث :"ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه". فهيا بنا نحفظ "الأربعون النووية" للإمام النووي.

الدعاء

المسلم فقير إلى الله، بل الإنسان عمومًا فقير إلى الله، والفقير دائمًا في حاجة إلى غنى، والغنى يكون عند الغني، والله تعالى هو الغني، فكل شيء مفتقر إليه، وفي حاجة إليه، كما قال تعالى: "يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد".

ومن مظاهر افتقار العبد لله دعاؤه لله، وأن يكون لحوحًا في الدعاء مع الله تعالى، لأن الدعاء كما جاء في الحديث: "الدعاء مخ العبادة، وفي رواية: "الدعاء هو العبادة"، وقد نادانا الله تعالى :"وقال ربكم ادعوني أستجب لكم". وقال :"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان".

فهيا بنا نتعلم ونحفظ كل يوم دعاء؛ فندعو الله تعالى به، وفي اليوم الثاني ندعو الله بدعائين، وفي آخر الشهر نجد أنفسنا قد حفظنا ثلاثين دعاءً، نتقر بها إلى الله، ونفتقر بها إلى رب العباد، لنبدأ خطوة جديدة في الطريق إلى الله.